شرائح رئيسية

قبل أن يحدث الأسوأ … يجب على شركة أبل تخفيض أسعار هواتفها الآن !!

وفي معرض خطابه ذكر المدير المدير التنفيذي عددًا من عوامل توقعات انخفاض الإيرادات بما في ذلك “التحديات في الأسواق الناشئة” و”التباطؤ الاقتصادي لا سيما في الصين الكبرى” بالإضافة إلى عوامل مثل “الزيادات في الأسعار المرتبطة بالدولار الأمريكي” والعملاء الذين يختارون استبدال بطاريات أيفون الحالية بدلًا من شراء هواتف آيفون جديدة.

بالطبع ليس هناك سبب واحد يجعل أبل “تُفلس” في يوم من الأيام لكن ما أظهر انخفاض حاد في إيراداتها المتوقعة يتلخص في الغالب في عامل واحد وهو: التسعير العالي لمنتجاتها وعلى رأسها الهواتف الذكية.

ببساطة نجد أن هواتف آيفون الجديدة باهظة الثمن بشكل ملحوظ حيث تبدأ من 749 دولار لهاتف أيفون إكس أر iPhone XR و 999 دولار لهاتف أيفون إكس iPhone XS وكذلك كل منتجاتها الأخرى بما في ذلك جهاز آيباد برو iPad Pro الجديد الذي يبدأ بسعر 799 دولارًا و ماك بوك إير MacBook Air الجديد الذي يبدأ بسعر 1,199 دولارًا.

فهل ستدفع أبل “ضريبة أسعارها الباهظة” والذي طالما كانت نقطة قوتها التي كثيرًا ما تتفاخر بها وما يميزها عن باقي الشركات هذه المرة؟! لقد اختبرت شركة أبل وقادت موجة ارتفاع أسعار الهواتف الذكية بينما البقية كانوا يقلدونها ويتم إستقبال هذا الأمر بسؤال: ألف دولار لهاتف ذكي “هل أنت مجنون”؟!

اقرأ أيضًا: مع كثرة الهواتف الذكية… هل تخطي أسعار الهواتف للألف دولار أصبح أمرًا عاديًا؟!

إذا نظرنا للأمر من زاوية أخرى نجد أن مبلغ ألف دولار – ربما – ليس كثيرًا على هاتف ذكي يقوم بالكثير من المهام ولكن من منظور أخر نجد أن السوق لديه لاعبين آخرين لا يألون جهدًا في دفع هواتفهم وتضمينها بنفس الميزات التي توفرها شركة أبل في هواتفها ولكن بسعر ارخص، وهذا ما ظهر في تقارير الأرباح الفصلية الماضية حيث تم رسم صورة واضحة عن انخفاض مبيعات هواتف أبل واستقرارها حيث ساعد ارتفاع متوسط ​​سعر البيع (ASP) لكل جهاز على تعويض انخفاض مبيعات الوحدات.

وتحولت منطق “آبل محكوم عليها بالفشل لأنها لا تبيع المزيد من أجهزة أيفون” إلى “لا بأس، كل شيء على ما يرام! كل شيء سيعمل” وبدأ شركة أبل على هذا النحو لمدة عام تقريبًا ولكن الآن مع خروج مديرها التنفيذي لمشاركة قلقه على هذا التباطؤ تبدو الأمور أكثر سوءًا لشركة أبل ومستقبلها في ما يخص الهواتف الذكية.

الخصومات الحادة ليست علامة جيدة

اسعار هواتف ايفون
تشجع أبل مستخدميها على الإنتقال للإصدارات الاحدث من خلال إستبدال القديم عبر متجرها

مقارنة بالهواتف المطروحة الآن في الساحة يبقى من الصعب عدم ملاحظة ارتفاع أسعار هواتف أبل عن مثيلاتها من الهواتف التي تقاربها أو تنافسها في المميزات والمواصفات، فحتى 750 دولارًا على هاتف أيفون إكس أر iPhone XR  يمثل قيمة كبيرة في حين يوجد بدائل أخرى مماثلة في المواصفات بسعر اقل كثير من سعر هاتف أبل.

وحتى مع خُطط القسط الشهرية التي توفرها أبل فنجد أنه بلا شك ساعد في تخفيف الضربة الكامنة للتكلفة الكاملة لجهاز ايفون iPhone عن طريق تقسيم السعر الفعلي إلى دفعات شهرية قابلة للإدارة، ولكن حتى مع ذلك لا يشعر العديد من العملاء أنهم بحاجة إلى الترقية إلى هاتف أيفون iPhone جديد فلماذا تحصل على جهاز أيفون جديد عندما يعمل هاتفك القديم بشكل ممتاز؟!

فهنالك الكثير من الأشخاص – خاصة في الدول النامية – لا يزالون يتشبثون بهواتف أيفون القديمة بسبب تفضيلهم لمقابس سماعات الرأس على هواتف ما قبل أيفون 7 حيث تعمل هواتف الأيفون القديمة الخاصة بهم بسلاسة وبشكل أسرع بسبب ميزات الأداء المحسنة في نظام التشغيل iOS12 والحل السحري لديهم هو: بطارية جديدة سوف تعمل على إصلاح كل شيء!

والسبب الرئيسي هو أن الهواتف الذكية الآن تعتبر ناضجة بما فيه الكفاية ومُشبعة لذلك ما لم يكن هاتفك قد وصل لأخر مرحلة من الإهلاك والإستهلاك أو كنت في حاجة فعلًا إلى جهاز أكثر حداثة وتميزًا فإن إقتناء هاتف أيفون جديد ليس ضروريًا وستكون مثل أجهزة التلفزيون بالضبط فهل تحتاج إلى تلفزيون جديد كل عام؟!

الكثير من التقارير أشارت إلى قيام شركة أبل بتخفيض الإنتاج لكل هواتف أيفون الجديدة وخاصة هاتف أيفون إكس أر iPhone XR وهذا يشير إلى وجود مشكلة في مبيعات هواتف أبل حيث يبدو أن مالكي هواتف الآيفون إكس أر iPhone XR الجديدين هم في الغالب من مستخدمي هواتف الأندرويد Android السابقين ولكن حتى هؤلاء القادمين الجُدد فإنهم لا يأثروا بشكل كبير في أرقام مبيعات هاتف آيفون أكس أر iPhone XR.

حيث يبدو من الواضح أن أبل بحاجة إلى إجراءات أكثر جذرية لذلك جاءت تخفيضات الأسعار عن طريق الأجهزة الإضافية القديمة وكان من غير المعتاد لشركة أبل أن تقدم تخفيض يصل إلى 300 دولار لهاتف أيفون الجديد بالرغم من أنه يبدو مرتبطًا بعطلة أعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة إلا أن المحللين والنقاد قرأوا ذلك لأن أسعار هواتف أيفون كانت مرتفعة جدًا وأتى خطاب تيم كوكالأخير ليؤكد ذلك.

مشاكل في آسيا

اسعار هواتف ايفون
ظهرت تقارير بأن هنالك مقاطعة شعبية شبه رسمية لهواتف أبل في الصين نتيجة للحرب التجارية بين البلدين

مهما كان الإنتشار الكبير ونسبة الولاء المطلق الذي تتمتع به أبل في الولايات المتحدة وجزء من قارة أوروبا فإن الغياب عن القارة الأسيوية وخاصة الصين والهند يمكنه أن يقوض كثيرًا من أرباحها، حيث تعتبر الصين والهند من أكثر الأسواق الناشئة نموًا ونسبة النجاح فيه متزايدة ولكن أبل يبدو أنها تعاني كثيرًا للتواجد فيهما.

نجد أن أبل كافحت لتكرار نفس النوع من النجاح الذي اختبرته في الولايات المتحدة وجزء من أوروبا للتواجد في الأسواق الناشئة الخصبة مثل الهند الذي يبلغ تعداد سكانها أكثر من 1.3 مليار نسمة وهي سوق غير مستغلة بالكامل وفرص النجاح فيها قوية جدًا.

لكن هاتف أيفون غالٍ جدًا هناك حيث تتراوح تقديرات متوسط ​​الراتب الهندي في أي مكان من 10,000 إلى 20,000 دولار وبهذا المعدل لا يستطيع الكثير من الناس دفع حوالي 98,00 روبية هندية والتي تصل قيمتها إلى حوالي 1,400 دولار أمريكي وبالتالي تعتبر تكلفة إقتناء هاتف أيفون في الهند غالية جدًا مقارنة بالأسواق الأخرى.

وهذا يشكل نقطة ضعف كبيرة لمنتجات أبل بسبب إرتفاع ثمن منتجاتها في الأسواق الناشئة مما يجعلها بعيد كل البعد عن أيدي المستهلكين بينما أنها لا تشكل مشكلة بالنسبة لصانعي هواتف الأندرويد الآخرين الذين ينتجون هواتف أرخص بكثير تُباع في النصف أو الثلث أو حتى عُشر تكلفة هاتف أيفون أكس أر.

الصين هي أيضا سوق صعبة على نحو متزايد لشركة أبل، وإذا وضعنا جانبًا  كل المخاوف السياسية وحرب ترامب التجارية فإن كبار صانعي الهواتف في الصين يضغطون على أبل بقوة مع المزيد من الابتكارات المبهرة، ربما تكون شركة أبل أول من يقوم بعمل هاتف قريب من الحافة إلى الحافة لكن شركات مثل هواوي Huawei وشاومي Xiaomi وأوبو Oppo وون بلس OnePlus تتقدم للأمام بسرعة البرق مع هواتفها التي هي بالفعل تحتل كل مساحة الشاشة تقريبًا.

ومع التصميمات الغير التقليدية – بعض الأجهزة تستخدم ميزات مثل الكاميرا المنبثقة والآلية المنزلقة – لا يوجد أي هروب من حقيقة أن هذه الابتكارات تضع المزيد من الضغط الشديد على شركة أبل، وبالتأكيد فإن معظم هذه الهواتف خاصًة هواتف شركة هواوي Huawei التي تم حظر بيعها رسميًا في الولايات المتحدة لا تشكل تهديدًا لهاتف آيفون في الولايات المتحدة ولكن في الصين التي تعمل بشكل أساسي في إبتكاراتها الخاصة مع الأجهزة والخدمات المحلية يبدو هاتف أيفون أكثر غرابة كل يوم.

فمن يحتاج إلى هاتف أيفون عندما يكون هاتف مثل  Mate 20 Pro الرائع من شركة هواوي Huawei يحتوي على المزيد من الكاميرات وتصميم أكثر أناقة وبطارية تدوم طويلًا وأكثر من ذلك؟!

هل تحتاج أبل إلى منتج ثوري أخر؟!

إذا كان مستقبل هواتفها الآيفون غير مضمون ومحل تساؤل فعلينا أن ننظر إلى ما سيكون عليه الأمر، حيث يمكن تتبع النجاح الساحق لمنتجها آي بود iPod وبعد نجاح أي بود iPod جاء الدور على هاتف الآيفون وتم إلحاقها على طول الطريق بأجهزة MacBook وMacBook Air حتى الوصول للمنتج iPad.

كل هذه المنتجات ثوري وفريدة من نوعها ولها وجود مميز في الأسواق، ولكن ما هو الشيء الذي يدفع شركة أبل إلى أبعد من ذلك؟ من الصعب أن نذكر ذلك دون أن نلقي نظرة على مختبر أبل  السري الذي يخرج منه كل الأفكار والمنتجات التي نراها اليوم.

حيث خرجت منها آخر المنتجات وهي ساعة أبل Apple Watch والذي أصبح المنتج الذي كان يجب أن يكون دائمًا منذ البداية “جهاز يمكن ارتداؤه لتتبع لياقتك البدنية والصحية من خلال الاتصال الخلوي”، آير بودAirPods هو منتج آخر تم تطويره والذي يستمر في النمو ويتم بيع سماعات الأذن اللاسلكية بشكل متكرر ويبدو أنها في آذان الجميع، هذه السماعات اللاسلكية هي ملحقات للمنتج الأصلي هاتف أيفون، قد يبيعون هذا المنتج بشكل جيد لكنها لن تكون بقوة هواتف أيفون نفسها.

وماذا عن المتحدث الذكي HomePod؟ إنه متحدث ذكي ورائع لكنه فشل في مجاراة القدرات الكبيرة والذكاء الذي تميز به منافسيه من أمازون وجوجل، بينما أكدت شركة أبل كيف أن فئة خدماتها المزدهرة – والتي تشمل iCloud وApple Music – ما زلت مستمرة في النمو ويبدو أن شركة أبل لديها الكثير من الخطط لهذه الخدمات وحتى خدمة بث الفيديو التي يقال إنها على وشك الإنطلاق هو شيء رائع، ولكن أيًا من هذه المنتجات لا تمثل أفضل ما تفعله أبل وهي صناعة الأجهزة Hardware وبدون أي نوع من الأجهزة الجديدة الثورية تعتمد أبل بشكل كبير على نجاح الآيفون بإختصار إنها شركة هواتف أيفون.

اسعار هواتف ايفون
دخول أبل لسوق خدمات البث قد يشكل مصدر ربحي كبير لها ولكن المنافسة ستكون شديدة وغير مضمونة لها أن تتصدر السِباق

بالتأكيد مبيعات هواتف آيفون لن تتبخر وتنخفض بين ليلة وضحاها ولكن كل ضربة من المنافسين سيشكل مزيد من الضغط عليها وبالتالي تحتاج أبل إلى منتج جديد يجب أن يأخذ الكثير من الأضواء من هواتفها الآيفون، ربما يكون هذا المنتج هو نظارات/سماعة ذكية AR/VR التي يشاع إطلاقها في وقت مبكر من عام 2020.

إذًا ما هو الحل؟!

للمحافظة على الصدارة قد يكون الإصلاح الأكثر وضوحًا لشركة أبل هي ببساطة: تخفيض أسعار هواتف الأيفون فقط وهذا يعني أيضًا أن أبل ستضطر إلى بيع المزيد من هواتف الآيفون وهذا ما لا يحدث الآن لأن كل شخص الآن لديه هاتف ذكي يعمل وبالتالي فإن مستقبل شركة آبل ربما يتوقف على منتج ثوري جديد، ولكن السؤال هو: هل سيكون بنفس قوة وتأثير هواتف آيفون؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى